Sohad Elkhodary
جريمة أخرى يتم كشف النقاب عنها والتي غاب عن مرتكبيها  كافة معاني الانسانية والرحمة حيث حدثت هذه الواقعة أثناء ثورة25 يناير وتحديدا يوم 12/2/2011 حيث تم إلقاء القبض على المدعو(أ.ف)  من ميدان التحرير حيث كان من ضمن المتظاهرين وقد تم أخذه إلى  إحدى غرف مجمع التحرير  حيث تعرض للضرب المبرح  والتعذيب والصعق الكهربائي وظل محبوسا لفترة أخرى حتى تم الافراج عنه  وكان فى حالة بدنية سيئة للغاية  حيث تم تكليف  كلا من:
أ/سالم حفيلة  وكيل النقابة  ومقرر لجنة الحريات  وأ/محمد نقشارة الأمين العام بعمل محضر لإثبات حالة  المجنى عليه حيث  قاموا بالتوجه  للمحامي العام ومقره  مجمع  المحاكم  بمنطقة شطا بدمياط.

وبالفعل تم تقديم طلب للتحقيق فى هذه الواقعة حيث قام المحامي العام  بإحالة الطلب للنيابة المختصة والتي بدورها قامت بمباشرة التحقيق وبالاستماع لأقوال المجنى عليه تم إصدار جواب لتوقيع الكشف الطبي عليه وبيان مابه من إصابات  قد لحقت به نتيجة للضرب المبرح  والتعذيب بكافة أشكاله  .
 حيث تقرر تشكيل لجنة لتلقى طلبات المواطنين والذين أصيبوا فى الأحداث الأخيرة لثورة 25يناير وبالفعل  تقدم عدد كبير من المتضررين
حيث تستهدف هذه اللجنة إلى أمرين :
الأول :هو التقدم للمحامي العام بهذه الطلبات للتحقيق فيها وصولا لمحاكمة  عادلة  لكل من تسبب  فى إحداث هذه الجرائم.
ثانيا: السعي لدى الجهات المعنية لعلاج هؤلاء المصابين والحصول على تعويضات إذا أن البعض قد أصاب فى أحد عينيه وهناك من أصاب فى الإثنتين نتيجة لإطلاق الرصاص المطاطي  على المتظاهرين وكانت  قضية المجنى عليه (أ.ف) هي  أحدى القضايا التي  عرضت علينا والتي قد أخذنا عهدا على أنفسنا لمباشرتها لما وجدناه من تعذيب  لا يتخيله بشر  وليست بقضية سهلة مطلقا حيث تعتبر من أصعب القضايا التي  توليانها وذلك لتورط الكثيرين فيها وهذا ما جاء على لسان نقيب المحامين  الاستاذ السيد أحمد العنانى.

والقصة منذ بدايتها  أنه يوم السبت 12/2/2011 الليلة التالية لإعلان  الرئيس مبارك قرار تنحيه  خرج المدعو (أ.ف)  إلى ميدان التحرير  كما خرجت الغالبية العظمى من الشعب المصري فى هذه الليلة للإحتفال وكان هو وعدد كبير من شباب 6إبريل وشباب25
 يناير حيث تم إلقاء القبض على النشطاء فى هذا الوقت تحديدا وخاصة الأعضاء البارزين والذى كان يعتبر المجنى عليه  واحدا منهم بالرغم من أنهم كانوا يحتفلون ولم يثيروا أي نوع من أنواع الشغب .

حيث تم ضربه على رأسه وأغمى عليه وعندما فاق وجد نفسه أنه بأحد المكاتب بمجمع  التحرير الدور الأرضي حيث ظل هو ومن معه منذ الساعة العاشرة من صباح يوم السبت حتى الثامنة مساء يوم الأحد وكانت أثار التعذيب على جسده بكل مكان حيث كان جسده مشرح بسكينة صغيرة مع استخدام الصعق الكهربائي والضرب بالشوم كما منع عنه الآكل وكان يجلس بالشورت مع إشعال المراوح كما كان مكبل اليدين والقدمين وقاموا بعمل تحقيق معه.

حيث جاء م/ أحمد الحسيني لإجراء التحقيق معه وقت  إلقاء القبض عليه و قام بتوجيه عدد من الأسئلة له  ومنها على سبيل المثال:
من اللي قبضك؟ ومن ورائك؟
والمفاجأة التي أذهلتنا عند إجراء هذا التحقيق هو توجيه التهديدات لهم حيث قالوا إليهم  إذا قام  أحد بسؤالكم قولوا أن الإخوان هم اللي ضربونا وعذبونا كما قاموا بإمضائهم على إقرارات توضح أن الإخوان هم من كانوا وراء خطفهم وتعذيبهم  ولكن فى حقيقة الأمر أن من قام بإختطافه هو ومن معه أشخاص  يرتدون  زي ملكي  أما من قاموا بتعذيبهم أشخاص  يرتدون  زي الجيش برتبة لاثقل عن ملازم أول أو نقيب  ويظن أنهم أشخاص حربين.

وعندما قمنا بتوجيه  التساؤلات  للمحامي  الذى تولى  القضية وهو أ/سالم حفيلة وكيل نقابة المحامين.
_كيف علمتم  إن اسم من قام بالتحقيق معه كان م/أحمد الحسينى؟
أجابنا بأنه وقت إجراء التحقيق معه وتوجيه التهديد له جاء أحد العساكر ونادى عليه بهذا الإسم من هنا علم المجنى عليه (أ.ف)  بأسمه.
_و من ترجحون أنه وراء  الخطف والتعذيب الذى لقاه المجنى عليه  ؟وهل  تعتقدون بالفعل  أن الجيش وراء ذلك؟
أجابنا لا أظن أن الجيش وراء ذلك لأنه لا يمكن أن يفعل الجيش هذه الجريمة البشعة إنما كل الشكوك والدلائل التي توصلنا إليها تدين  جهاز أمن الدولة والمخابرات لأن هناك شخصيات من المخابرات كانت متورطة فى الموضوع.
و ماهي الدلائل التي توصلتم إليها ؟
قال لنا سوف نطلعكم على كل هذه الدلائل ولكن بإستكمال تحقيقات النيابة.

وقد وصلت إلينا معلومات تفيد بأن المجنى عليه (أ.ف) قام المختطفين له بحلق شعره وكان ذلك يوم الأحد بتاريخ 13/2/2011 وقاموا بإنزاله محطة المترو  فى تمام الساعة 8صباحا وقاموا بقطع تذكره له برمسيس  ووصل دمياط مسقط رأسه فى تمام الساعة 11مساءا حيث جاء إلينا  وقمنا بعمل تقرير طبي ومحضر فى تمام الساعة 12 ظهرا.

وفى يوم الثلاثاء  الموافق 22/2/2011 جاء تقرير الطب  الشرعي مؤكدا للتقرير الصادر من المستشفى التخصصي بتاريخ 14/2/2011 ومؤكدا لما ورد بمحاضر النيابة بتاريخ 13/2/2011 وقد تقرر استكمال التحقيقات اليوم بتاريخ 23/2/2011 مع  حوار مفصل مع المجنى عليه  حول الواقعة  وسنوافيكم بالمستجدات فى هذه القضية بمشيئة الله تعالى.
تحقيق:
سهاد الخضري_سمر الخضري
 ملحوظة هامة هذا التحقيق قمت بنشره يوم 23/2/2011 ولكنى قمت بنشره مرة أخرى لتعديل بعض الأشياء ولكن قمت بنشره مرة أخرى 24/2/2011
0 Responses

إرسال تعليق