Sohad Elkhodary

أن  ماحدث خلال الأيام الماضية بتونس الشقيقة من أحداث شغب وعصيان واضطرابات وانتحارات من كافة المستويات الاجتماعية ومختلف الفئات الثقافية ماهو ألا جرس إنذار لباقي البلدان العربية وأن جاءت متأخرة نوعا ما بعد 23عاما من الفساد والظلم والطغيان والإستعباد الديكتاتورية والتعاون  سرا  وذلك للمصالح المشتركة بين الرئيس التونسي السابق وإسرائيل من أجل ارساء قواعد اقتصادية ضخمة وبالقضاء على كافة  التكتلات السياسية  الحزبية والوطنية  كالجماعات السياسية والتي تطالب بإرساء قواعد عادلة فى الحكم والمطالبة بالمشاركة السياسية والدفاع عن حقوق الشعوب والأقليات المقهورة بسبب الطغيان الإسرائيلى الفاشي.
فهناك الكثير من البلدان  العربية والتي تعيش نفس الواقع المرير التي كانت تحياها تونس وأن كان أكثر منها نتيجة لارتفاع معدلات البطالة وما نتج عنها من فقر وإرتفاع معدلات الجرائم والإدمان  والنظام السياسي  المستبد الذى  لايترك المجال للمعارضة أو مجرد المشاركة بإتخاذ القرارات السياسية المصيرية والتي بناء عليها قد تبنى دول أو تهدم  فى الوقت ذاته وأبسط مثال على ذلك ما حدث بالانتخابات التشريعية الفترة  الماضية من تنصيب رجال الحزب الوطني  وأصحاب المصالح من الأحزاب الأخرى  بناء على الغش  والتدليس وماهي الا تمهيد للانتخابات الرئاسية والتي تشهدها مصر خلال الفترة القادمة  والأحوال الاقتصادية المتدهورة التي تحياها البلاد نتيجة لارتفاع معدلات البطالة وما نتج عنه من فقر ،واستبداد  سياسى  نتيجة  لإحالة معظم ثروات البلاد لمجموعة من  رجال الأعمال  وقيامهم بنهب أراضى الدولة  بأبخس الأثمان وفى المقابل لا يستطيع  الكثير من شباب اليوم  الحصول على قطعة أرض واستصلاحها نتيجة لعدم توفر المادة التي أصبحت تطغى على كل شئ حتى على الأخلاق والمبادئ والقيم الرفيعة  لتوفر الشروط المستبدة التي لا يستطيع الكثير من الشباب الحصول على قروض بموجبها.
فماذا بعد أن يتم تصدير المنتجات الاستراتيجية كالغاز والتي  يعتمد عليها  المواطن البسيط فى حياته اليومية للبلد للخارج  وإسرائيل بأبخس الأثمان  والتي  لا تتناسب مطلقا مع المبالغ  الطاغية التي يقوم بدفعها المواطنين البسطاء!! .
وأظن ماحدث اليومين الماضيين من  محاولات انتحار بآت بالفشل  بالقاهرة والإسكندرية وكذلك أحداث كنيسة القديسين بالإسكندرية  وأن كان ورائها الغرب وإسرائيل لتشتيت وحدة الوطن العربي  والشعب المصرى وإنفراط العقد واحدة تلو الأخرى لم يكن ذلك سيحدث لولا أن هناك أيادي خفية تعبث من الداخل يحركها الشعور بعدم الانتماء والسخط والكراهية  لكل ماهو مصري عربي  نتيجة الشعور بعدم الأمان  والحرية وأن كان من فعل ذلك لا يمد بصلة ألا أسما لأرض الوطن ولكن فعلا فكل انتمائه نابع من المصلحة الشخصية فقط  فدائما ما يسأل نفسه مع من وأين وكام سيكسب؟   وأن كان  ماحدث خلال الفترة الماضية  ماهو إلا مجرد لفت  الانتباه  لكل  الأوضاع السلبية التي يحياها أبناء الوطن وهذا أكبر دليل على أن الصمت لن يدوم طويلا وسوف يأتي اليوم الذى تنقلب فيه البلد رأسا على عقب  ويحدث ماهو أشد وطأة مما حدث بتونس لأن ما يحياه الشعب المصري من يأس وفقر ومرض واستبداد  سوف يكون نذير شؤم  إذا لم ينصلح الحال فى أقرب وقت بتغير كافة  الأوضاع السلبية من تطوير منظومة التعليم والصحة والاقتصاد وقبل كل ذلك تعديل النظام السياسي بتغير الحكومة التي ما تركت ورائها إلا كل  فساد وكراهية ورفض لكل ما يمد للنظام السياسي بصلة سواء من قريب أو بعيد.
0 Responses

إرسال تعليق