Sohad Elkhodary
الفقر هو أحد الظواهر المتواجدة فى جميع بلدان العالم النامي والمتقدم على حد سواء وأن كان له طابعه المميز فى البلدان النامية فهو طاعون هذا العصر فقد يستعجب الكثيرين هذه الكلمة ولكن هذا هو الحال الذى وصلت إليه مصر بعدما أنقسم المجتمع المصري لطبقتين فقط وهما الطبقة العليا والطبقة الدنيا أما الطبقة الوسطى فلم يعد لها وجود بعدما أستولى أصحاب النفوذ والسلطة على ثروات البلد.
 حيث أصبحت فى قبضة مجموعة من الأشخاص يطلقون على أنفسهم رجال الأعمال والمستثمرين فلم يعد أحد يحترم هذه الكلمة فأصبح كل من يملك المال  يطلق على نفسه هذا المسمى والغالبية العظمى منهم هم مجموعة من اللصوص سواء كانوا ينتمون للحزب الحاكم وذلك فى حالة تزاوج السلطة مع رأس المال أم لا.
 فهم يتصرفون فى أموال الدولة وكأنها ورث قد أل إليهم أو تورته وسيتم تقسيمها دون النظر لمعاناة هذا الشعب الفقير فكل ما يشغل فكرهم هو كيف تزداد ثرواتهم وكم سيصبح رصيدهم بالبنوك وكم من السيارات ستكون رهن إشارتهم وقبل كل ذلك الكرسى الذى يسعون إليه بكل ما أوتي لهم من قوة غير مشغولين بأنهم يقومون بمص دماء البسطاء قطرة وراء الأخرى حقا فهم ليسوا من ضمن أفراد عائلاتهم الكريمة. 
فالفقر بمصر له طابعه الخاص وهو طابع التوارث كما ذكر فى التقرير الصادر بعنوان الشباب فى مصر هم بناة المستقبل أن الشباب الفقير يلتحق بأي وظيفة متاحة سواء كانت مؤقته أو موسمية وذلك للخروج من حالة الفقر على قدر المستطاع بدلا من الانتظار طويلا حتى يحصل على وظيفة ثابتة .
 كما أن 90%من الشباب العاطلين يقل عمرهم عن 30عام فالغالبية العظمى من الشباب الفقير بمصر ينشأ ويستمر فقيرا وخاصة بالمناطق الريفية ويظل غير قادر على إقتناص فرصة عمل مجدية أو الحصول على عمل دائم وذلك لإنعدام الوساطة والمحسوبية وغيرها.
فقد تحولت مصر لمقبرة للفقراء وجنة للأغنياء فالفقير يزداد فقر وبؤس والغنى يزداد غناء بالسرقة والرشوة والتزييف والتدليس ومعرفته كيف يحصل على المال بأي وسيلة مهما كانت .
مما أدى ذلك إلى انقسام المجتمع لنوعين نوع يقاتل من أجل الحصول على رغيف الخبز ومن أجل البقاء قدر المستطاع بأبسط الإمكانيات المتاحة والنوع الآخر يقاتل من أجل اكتناز الثروات وسرقة أموال البسطاء أكثر وأكثر.
مما أدى ذلك لحدوث العديد من الاختلالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية وكل هذا أدى لحدوث  حالة من التنافر الشعبي منذ العديد من السنوات فكم من مليارات الجنيهات يتم انفاقها على مشاريع لاتهم ألا فئة من محدودة من الشعب وهى فئة المرهفين الذين لن ولم يشعروا فى يوم من الأيام بمعاناة الفقير وهو يقاتل من أجل الحصول على رغيف الخبز و من أجل أن يجد فرصة عمل حتى يستطيع الإنفاق على نفسه وأسرته لأنه ليس لديه مامى وبابى الذين ينفقون هنا وهناك ببذخ وكأن السماء تمطر ورق بنكنوت لن يشعرون بمدى معاناة الشباب فى أن يدبروا نفقاتهم حتى يستطيعوا تدبير مبلغ قد يساعدهم فى يوم من الأيام على تكوين أسرة لم يشعرون كيف يأكلون  وجبة ويتضرعون جوعا لضيق ذات اليد.

فكل الأموال التي يتم انفاقها من دم الشعب البسيط بالقروض التي يتحصلون عليها من البنوك  دون عمل دراسات جدوى نزيهة لتورط المصالح بين هؤلاء العملاء سواء كانوا وزراء أم رجال أعمال  والمسؤولين عن منح هذه القروض فجميعهم لصوص يعرفون جيدا من أين تؤكل الكتف.
ولا نسمع إلا كلمات يهرطق بها علينا السيد رئيس الوزراء أحمد نظيف وهو يقول أن الوضع فى مصر أفضل من غيرها وأن معدل الفقر بها لا يتجاوز22,20%وفى الحقيقة قد تجاوز49% فكيف يعقل هذا الكلام أليس هناك كلامات أخرى يمكن أن يضحك بها  السادة المسؤولين علينا غير هذه الكلمات لأننا لم نعد نستوعب ما يقال وما يحدث.
وماهو حال الفقراء عند العجز عن سداد مبلغ تافه لا يتساوى مطلقا مع ما يسرقه أمثال هؤلاء وذلك يرجع لتورط كلا من البيروقراطية الفاسدة مع البرجوازية المتفشية وأن كانت لا تظهر إلا مع المجتمع الرأسمالي ولكنها تظهر الأن وما نحياه فى تلك الفترة خير شاهد.

          
2 Responses
  1. hager Says:

    و يا ريتهم بيشبعوا !!
    مصر لها الله :(


  2. http://gbaili10.blogspot.com/ مقالات ممتازة ربنا يوفقك


إرسال تعليق