Sohad Elkhodary
 أبقوا سلموا لى على المجتمع الراقى

فى أحدى حلقات برنامج واحد من الناس  والذى يقدمه  الإعلامى الكبير عمرو الليثى كان موضوع الحلقة يدور حول سجينات الفقر  والذى تم تقديمه على مدى أكثر من حلقة من حلقات البرنامج محاولا حل مشاكل هؤلاء السجينات  اللاتى دخلن السجن بسبب ظروفهن الصعبة ومنهن من تم توريطها  بالضحك عليها و إمضائها على شيكات بسبب رفضها التنازل عن منزلها لأخيها . وبالتأمل لكل حالة من الحالات اللاتى تم تقديمها فى البرنامج وما يوجد على أرض الواقع  فكم من امرأة تدخل السجن لمجرد امضائها على شيك أو كمبيالة حتى وأن كان مبلغ بسيط لايتجاوز مئات أو الاف  الجنيهات مقارنة بما يستولى عليه الروؤس الكبيرة من ملايين الجنيهات فكم من سيدة محترمة ولكنها فقيرة تم حبسها  للعديد من السنوات وظلت خلف القضبان  .
وفى ذات الوقت نجد الكثيرمن سيدات المجتمع الراقى كما يطلق عليهن يظهرن بمظهر مستفز وكلهن غرور وكبرياء على الأخرين ومنهن الكثيرالغير معروف أصلهن وفصلهن وأن فعلوا مئات الجرائم وأبتزوا الآخرين بأسمائهم اللامعة فى عالم  البيزنس والسياسة ويظهرن كنجوم المجتمع.
فالغالبية العظمى من هؤلاء النساء ليسوا مجتمع راقى ولا شئ فهل يعتبر النصب على الشباب والرجال والضحك عليهم بأسم الحب والجنس أو تجارة المخدرات أو الضحك على الناس البسطاء وجمع المبالغ الطائلة بأسم المشروعات الوهمية والمكاسب المضمونة 100% من أخلاقيات المجتمع الراقى بمسماه الحالى بعد أن أنقلبت موازين المجتمع  وجعلت من الأخلاق والعلم والمبادئ والتدين فى المرتبة الأخيرة بعد المال والمنصب والجاه والفهلوة تطبيقا للمثل القائل اللى يجى من عين الصعايدة فايدة.
فهن نساء على مستوى عالى من الإحترافية والإجرام فهى تعرف كيف ترمى شباكها على فريستها وفى الآخر يقال عنهن نساء مجتمع راقى  فأين هذا المصطلح وسط الإنحلال  والجريمة المدبرة والأخلاق المبتذلة ولا يلقى القبض على أمثال هؤلاء وأن تم القبض عليهن  يعاملن معاملة الوزراء  فالجميع فى خدمتهن ورهن إشارتهن طالما يملكون المال والمكر الذى يسير كل شئ .
فكل مايحدث لهؤلاء السيدات لأنهم فقيرات ولكنهم محترمات  يلقى بهن فى السجن ومن تملك المواصفات الخاصة بهذا الزمن الأسود ترفع لها القبعة.
فبالرغم من أننى دائما لست مع الجريمة بكل أشكالها مهما كانت الظروف ولكن ما يحدث فى هذا الزمن العجيب يستدعى القول وعدم السكوت عن ما يحدث من مهازل.
 فبسبب كونها زوجة الرجل الفلانى أو ابنة السيد صاحب الجاه والمال تفتح لها كافة الأبواب المغلقة ويسهل لها العسير وتضع فوق الرأس وإن كانت متقدمة لوظيفة ما حتى ولو كانت من أول الفاشلين فمنصب السيد الوالد أو أخيها صاحب المنصب الفلانى أو مركز والد خطيبها يكفى فقط سماع هذه الكلمة حتى تكمم الأفواه ويسكت على الخطأ مهما كان وهذا الوضع ليس مع الفتيات أو النساء فقط بل يحدث مع الشباب أيضا.
فكم من ملايين الشباب الذين يدخلون السجن  وكل تهمتهم فى الحياة  أنهم أرادوا أن يعيشوا حياة سوية وهم لايمتلكون المال أو الوسطة حتى يستطيعون إيجاد وظيفة مناسبة والتقدم لخطبة بنت الحلال  أو حتى تدبير نفقاتهم الشخصية  وأن وجدوا وظيفة لايتناسب راتبها مطلقا مع متطلبات الحياة فاضطروا أن يكتبوا على أنفسهم شيكات وذلك بعد كل المعاناة التى بذلها أهاليهم حتى ينال أبنائهم قسط كافى من التعليم.  
فكلما رأيت امرأة أو فتاة لا تستحق الوضع الذى تناله والمعاملة  التى تلقاها وكأنها ملك  نزل من السماء  وفى المقابل أجد أسوء معاملة لسيدة غلبانة لاتملك حتى قوت يومها وتقوم ببيع الخضروات والفاكهة  أو تعمل كخادمة بالمنازل وكذلك السيدة المكافحة التى تجلس لتربية أبنائها وترفض الزواج بعد وفاة زوجها فأمثال هؤلاء هم المجتمع الحقيقى وليس الأشخاص الملمعة  والشباب المنشى كما يقال عليهم بتوع مامى وبابى فأمثال هؤلاء هن اللاتى يستحقن أن ترفع لهن القبعة .
أما المجتمع المزيف فما أن أرى أحد منهم حتى أشعر بمغص بمعدتى وأبصق على الأرض لعنا على هذ الزمن  الذى تغيرت فيه النفوس ولم يعد إلا القليلين  الذين يميزون بين الذهب والفضة فليس كل ما يبرق ذهبا.
تم نشره بموقع لواء المحامين الأحرار_بلاحدودhttp://www.google.com.eg/url?sa=t&source=web&cd=3&ved=0CBcQFjAC&url=http%3A%2F%2Fwww.bilahdood.com%2Fmain%2Findex.php%3Foption%3Dcom_content%26view%3Darticle%26id%3D5149%3Asohad-elkhodary%26catid%3D1%3Alatest-news%26Itemid%3D54&ei=BqQDTZrKBMnusgayseXoCQ&usg=AFQjCNEpxySI2Edql5o18hR9uTClpHN0kw&sig2=gojxxSguXNWhd-JJBvn5NA

تم نشره بجريدة الأهرام http://gate.ahram.org.eg/User/Topicsm/400.aspx
تم نشره بالجبهة الحرةللتغير السلمىhttp://gabha7ora.org/?p=700
0 Responses

إرسال تعليق