Sohad Elkhodary
 قضايا الفساد والأهمال الطبى‏.. بقلم: سهاد الخضري

إهمال تسيب سرقة للأدوية وبيعها فى السوق السوداء تردى الخدمة الطبية أكياس دم فاسدة سرقة أعضاء الإنتظار فى قوائم المرضى للعلاج على نفقة الدولة أو التأمين الصحى الوسطة والمحسوبية صرخات تتعالى من شدة الألم ولا تجد من يدويها أوتنتظر حتى يأتى دورها فى قوائم الكشوفات هذا هو الوضع السائد فى الكثير من مستشفيات القطاع العام والخاص.
فمن حق كل مريض أن يجد الخدمة المتميزة متمثلة فى العلاج والرعاية الصحية ولكن الواقع قد أثبت عكس ذلك فقد أهملت الحكومة صحة المرضى وأهتمت بإنشاء المستشفيات والمبانى أكثر من أهتمامها بتقديم الخدمة العلاجية بالأضافة إلى خصخصة الكثير من مستشفيات القطاع العام وخفض الأستثمارات فى القطاع الحكومى وتوجهيها للقطاع الخاص الذى لا يستطيع غالبية المرضى تحمل تكاليفه.
فدائما مايتردد على مسامعنا كلمة أنة يتم تقديم الخدمة الطبية بالمجان فكيف تكون مجانية والمريض لا يتلقى إلا الكشف الذى يقوم الطبيب بإنهائه بسرعة وكتابة أى علاج للمريض وغالبا مايكون منتهى الصلاحية وذلك حتى ينتهى من الأعداد الكبيرة المنتظرة والتى تكتظ بها الطرقات.
حيث تحتل مصر المرتبة الاولى فى أمراض الكبد فهناك ألاف الأطفال الذين يموتون سنويا بسبب قضايا الاهمال الطبى فهناك مايقرب من 8ملايين مريض بالألتهاب الكبدىسى بالإضافة إلى أن هناك 100ألف مريض يموتون سنويا بالسرطان و90ألف بالفشل الكلوى.
فهناك أكثر من 25%من الشعب المصرى مصاب بالفشل الكلوى وتصل عمليات زرع الكلى إلى 60ألف حالة.
اليوم كانت جولتنا بمستشفى التخصصى العام بمحافظة دمياط حيث تعتبرهذه المحافظة أكثر محافظات مصرإصابة بالفشل الكلوى والفيرس الكبدى سى وبالفعل لقد صدمت من كم الإهمال والتسيب الموجود بأكبر مستشفى بالمحافظة فهناك تجد عزيزى القارئ كافة أنواع الإهمال من عدم وجود نظافة بقسم الطوارئ بالإضافة إلى وجود الآسرةالمتهالكة وعدم وجود أماكن للمرافقين وعدم وجودأطعمة جيدة ،الرشاوى الذى ينبغى عليك أن تقوم بدفعها للممرضات وغيرهم بالإضافة إلى عدم وجود صنبوربدورات المياة والبلوعات التى تغرق المكان وفى قسم الإستقبال لاتجد إلاأطباء تحت التمرين فإذا أردت أن تقوم بعملية إزالة ظافر يقوم بها مجموعة من التمرجين والممرضات وعند قسم الجراحة تقابلت مع أحد المرضى ويدعى أ.م فسألته ماسبب تواجدك هنا؟
فحكى لى قصتة وقال منذ عام 2000كان قد حدثت لى حريق كلى فى ساقى فذهبت للدكتور صلاح البهيدى بمستشفى الأميرى القديمة وكانت التكاليف كلها 200ج يوميا منها 80ج نفقات العلاج والباقى يأخذه الطبيب وأستمريت على هذا الوضع لمدة 3شهور ولم أستطيع أستكمال علاجى بعيادته الخاصة وكان قد تم تشخيص الحالة خطأ وبعد ذلك تم تحويلى على المستشفى العام وأنا الأن شاب فى ال26عام من عمرى ولا أستطيع العمل فقدأستمرت معاناتى لأكثر من10سنوات فلا أستطيع الوقوف أوحتى المشى فقد كنت موظف بعقد بالمحافظة ولكنى فقدت عملى بسبب أنى لا أستطيع العمل وهذا نتيجة إهمال طبيب لا يستحق هذا المنصب فكثير من المرضى كانت حالاتها المرضية ودرجة حروقها أكبر منى ولكن تم شفائها .
وعندما سألته وماشكواك؟قال لى أنه يشكو من كل شئ بالمستشفى فلايوجد رعاية طبية وإهمال من قبل الجميع سواء كانوا أطباء أو ممرضات.
ومع حالة أخرى ولكن هذه الحالة كانت بمعهد الأورام وقد تقابلت مع أبنتها لأن المريضة نفسها بين الحياة والموت فقد بدأت القصة منذ أكثر من عام ونصف فقد تم تشخيص حالة والدتى على أنها زائدة دودية وهذا كان بالمستشفى التخصصى فتم الفتح لإجراء العملية وأستئصال الزائدة وبعد ذلك وجدت أمى أن المغص مازال مستمر وقد أمتلئت بطنها بالسوائل ووقتها لم يكن متاح أن يتم فتح الجرح مرة أخرى حيث البطن ممتلئه بالمياه وحدث بها ألتهابات وبعد ذلك تم عمل أستكشاف لأننا لم نكن نعلم ماسبب ماحدث لوالدتى وبعد ذلك أكتشفوا أن عندها ورم خبيث وحدث أنتشار للمرض فقاموا بتحويلها على معهد الأورام وكانت قد أصابت بسرطان المبيض والقولون وهى الأن تأخذ العلاج الكيماوى.
حيث أنه من المتعارف عليه أن العلاج بالكيماوى يقتل الخلايا السليمة والمصابة على حد سواء فهو بمثابة مسكن لاأكثر من ذلك.
ومع مريض أخر تقابلت معه فى قسم جراحة الرجال ولكنه رفض أن يتم نشر أسمه أوحتى الإشارة إليه قال لى أنا هنا منذأسبوع وتم إصابتى فى حادث سيارة وعندى كسر بساقى ولحد الأن لم يتم عمل جبيرة لى ولا يوجد أية رعاية طبية مجرد مسكنات فقط.

ومع مريض أخر رفض أيضا نشر أسمه قال لى أنا هنا منذ65يوم وكان من المفترض أن يتم إجراء أكثر من عملية جراحية لى وحتى الأن لم يتم إلا عمل عملية واحدة وكل مرة يقولوا لى بكرة والدكتور يقول إليهم جهزوا غرفة العمليات ويتم وضعى على قوائم المجهزين للعمليات ولا يتم إجرائها وعندما سألته لماذا لايتم إجراء الجراحات إليك بما أنك من ضمن المرضى اللى من المفترض أن يتم أجراء الجراحة أليهم وما نوع هذه الجراحات؟
قال لى :لأنى مش بدفع رشاوى علشان
أجرى الجراحة وأقسم إلى أنه لن يخرج من هذه المستشفى إلا لما يتم إجراء العمليات المطلوبة لأنهم كل ما يكلمونى يقولوا لى بكره هنعملك المطلوب طيب ماتروح تقضى العيد مع عائلتك وبعدين تبقى تيجى وهنجرى إليك العمليات المطلوبه وبيتهربوا بأى شكل.أما عن نوع هذه العمليات فهى تركيب شرائح ومسامير للعظام.
وبعد ذلك قد علمت أنهم لا يقوموا إلا بإجراء الجراحات البسيطة ودائما يقولون أن هناك عمليات ولادة مستعجلة والحقيقة أنه لكى يتم إجراء
العملية لابد أن يأخذ الدكتور الذى يقوم بها مبالغ مالية من المريض ويتفق معه وهو على السرير قبل مايدخل غرفة العمليات .
وفى قسم الأمراض النفسية والعصبية تقابلت مع والدة أحد المرضى والتى قدعلمت منها أنها أتت هنا لكى تقوم بعمل أوراق التأمين الصحى لإبنها فمنذ أكثر من18سنة تسبب إهمال الدكتور عمرو الخولى فى أن يصبح إبنى روح بلا جسد وذلك عن طريق إعطائه جرعة بنج زيادة أدت إلى تدمير خلايا المخ وهذا الطفل أساسا كان يتم علاجه من نوبات الصرع ولم تستطيع والدة الطفل وقتها أن تبلغ عن إهمال الطبيب لأنها من أسرة بسيطة جدا وخافت على أسرتها من بطشه لأنه من أسرة ميسورة الحال حيث قالت لى أبنى ميت منذ 18 سنة وكل يوم أراه بمنظره هذا أدعى ربنا أن يلهمنى الصبر فلا يستطيع أن يدخل حتى دورة المياه وعايش على السوائل وحاولت أعلاجه على نفقة الدولة الأطباء قالوا لى أن حالته نادره جدا ولا يوجد لها علاج بمصر وعلاجه مكلف جدا ويحتاج أن يسافر للخارج وأنا ست على قد حالى يدوب بنعيش اليوم بيومه وبنحمد ربنا لما يعدى علينا اليوم ونلاقى نفسنا لسه موجودين على وش الدنيا.
أما عند المكان المخصص لعمل ورق التأمين الصحى تجد طوابير المرضى فى إنتظارأن يحصلوا على أوراقهم وكل يوم والثانى يقولوا إليهم أرجعوا علشان الورق ناقص وهناك تحدثت مع سيدة عجوز تبلغ من العمر أكثر من70سنة فسألتها حضرتك يا حاجة مفيش عند ك أحد يعمل إليك الورق؟
فأجابتنى قائلة أنا يابنتى لم أتى لعمله لنفسى أنا أتيت لكى أعمله لأبنتى ومنذ شهرين كل يوم يقولوا لى تعالى بكره أوبعده لأن أبنتى مشلولة وليس لى أحد يعمله لأن لازم أعمله أنا أو أبنتى وكل يوم مصاريف ومواصلات وأحنا ناس غلابة ليس لدينا ما يكفينا لكى نأكل وأهل الخير بيساعدونا يعنى مش حرام لما أكون ست كبيره ومريضة ويبهدلونى كده.
ولما سألتها لماذا لا ينهوا أوراقك بسرعة بدل البهدله حيث من المفترض أن يكون لكى الأولوية؟
فأجابتنى لأنى مش بدفع أموال إليهم عشان يخلصوا لى ورقى وليس لى وسطة.
فهناك تجد عزيزى القارئ الممرضات مغلقين الباب على أنفسهم أما يأكلون أو يتحدثون دائما ومن تأتى بأطفالها وتتركهم مع أى مريض أو أى شخص يأتى لعمل ورق التأمين الصحى وكذلك الأطباء فأكثرهم من يأتى لكى يمضى حضور وأنصراف وبعد ذلك يرحل وتجد الأطباء الموجودين فى قسم الطوارئ و الجراحة الدكاترة الأمتياز أما الأطباء الكبار فمعظمهم نادرا ما يأتوا إلى المستشفى أويأتوا ولكن لا يهتموا بالمرضى فكل منهم يريد أن ينهى قائمة الكشوفات سريعا والتى تكتظ بها الطرقات لكى يذهب لعيادته أو مستشفاه الخاصة .
والظاهره الغربية أنه إذا كشفت فى أحد الأقسام و ذهبت لصرف الروشته ثم ذهبت لتكشف بقسم أخر ستجد العلاج الذى يتم صرفه واحد فى كلا الحالتين حيث أنه أكثر من نصف الأدوية بصيدلة المستشفى يتم بيعها فى السوق السوداء وذلك بالأتفاق بين الممرضات وأصحاب الصيدليات.
بالأضافة إلى ذلك فإن التحاليل والأشعات التى يتم عملها غالبا ماتكون نتائجهاغير صحيحة .
فمنذ شهر تم سرقة الأدوية المخدرة بقسم الجهاز الهضمى والأورام بمعرفة فرد من الأمن سرق كرتونة علاج مخدر وقام بالأحتفاظ بها لدى شخص ما على الطريق الحربى وقال له لما أبيعها هعطيك 3000ج فأراد الشخص الذى تم وضع الكرتونة عنده أخذها لنفسه فقام موظف الأمن بإطلاق النيران عليه وبعد ذلك خرج من القضية وكأنه لم يسرق شئ وأتهم فيها من كانت لديه الكرتونة.

أما قسم الأورام فيعتبر أفضل الأقسام ولكن أهم مشاكله تتمثل فى إرتفاع أعداد المرضى المحجوزين ومن يقومون بأخذ العلاج الكيماوى حيث يلزم زيادة الأماكن المخصصة لعلاج المرضى حيث يأتى إلى معهد الأورام بدمياط المرضى من جميع المحافظات وذلك لأرتفاع درجة الخدمة الطبيه به والنظافة والأهتمام بالمرضى وتوفرالمياه البارده والساخنة
وهى نادرا ماتكون موجودة فى معاهد الأورام الأخرى ومتابعة جيدة للحالات بالإضافة إلى ذلك لابد من زيادة عدد الأستشاريين لأنهم من القاهرة ويأتون يوم واحد فى الأسبوع ويتكدس شغل الأسبوع كله فى يوم واحد على الطبيب الأستشارى .كما أنه لكى يأتى دور المريض وقبول حالته للعلاج الكيماوى يأخذ فترة طويلة يكون قد أنتشر المرض خلالها.
 
رابط المقالة على أخبار العرب والدستور العراقية

0 Responses

إرسال تعليق