Sohad Elkhodary
التجارة الرخيصة.. بقلم: سهاد الخضري

أنها أحدى القضايا الغريبة التى أثيرت خلال الفترة الماضية وأن كان غريب ظهورها فى الدول العربية ولكنها قد حدثت بالفعل وأن حاولت الكثير من الدول سواء كانت عربية أو أجنبية عدم كشف النقاب عنها لما يترتب عليها من العديد من المشاكل سواء كانت دينية أو إجتماعية أو أخلاقية إلا وهى تجارة الأرحام أو كما أطلق عليها البعض"مؤجرات البطون".
فقد تساءلت كثيرا أإلى هذه الدرجة وصل الوضع لأن يصبح رحم المرأة كالسلعة التى يتم تأجيرها بمقابل مادى ؟؟
نعم لقد أصبح الدين و مشاعر الأمومة لعبة فى أيدى البعض من النساء والأزواج الذين يطمحوا بأن يكونوا أباء فى يوم من الأيام وذلك على حساب أشياء أخرى أسمى وأثمن بكثير من أحساس الأمومة والأبوة المزيفة إلا وهو التمسك بالدين والأخلاق والمبادئ التى تحافظ على كيان الأسرة وحفظ الحق فى أثبات النسب.
فنحن كمجتمع عربى نؤمن بأن الذرية هبه من الله عزوجل يهبها لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء والحكمة من ذلك يعلمها الله وحده عزوجل.
فإذا كان الإسلام أعطى الرخصة للرجل بإن يتزوج لأكثر من مرة وذلك تحقيقا لحلمه بإن يكون أب فلماذا تقبل أمرأة أن تبيع أمومتها لمن يدفع أكثر!!
وتتحول من كائن جميل وهبه الله من المنح ما يميزه عن باقى المخلوقات إلى ألة للإيجارفتتحول بذلك لتجارة أشبه بتجارة البغاء فالفارق بينهما ليس كبير فكلا الحالتين تبيع من أجل المال إمرأة تبيع أمومتها والأخرى تبيع جسدها وفى كلا الحالتين تصبح من تفعل ذلك" زانية ".
فما هى الأسباب التى قد تكون من وجهة نظر الأخرين مبرر للإستعانة بالأم البديل؟
ضعف الرحم أو عدم القدرة على الإحتفاظ بالجنين حتى فترة الحمل كما أن هناك زوجات بدون رحم نتيجة إجراء عمليات إستئصال للرحم مع الإحتفاظ بالمبيضين سليمين أو أنها تعانى من أمراض قد تؤدى لوفاة الجنين قبل بلوغه أو الإجهاض المتكرر كالقلب أو الضغط أو السكر وهناك سيدات تريد الحفاظ على رشاقتها فتلجأ لمثل هذه الجراحات وهى معروفه بشكل أكبر فى الدول الأجنبية وخاصة أمريكا .

حيث ظهرت فى أيران منذ ثلاثين عام وتعتبر مشروعة هناك كما أن بعض النساء فى باكستان ودول العالم الثالث على أستعداد بأن تقوم بدور الأم البديل وذلك من أجل الحصول على المال حيث يقدر عدد السيدات اللاتى يؤجرن أرحامهن لأكثر من 600سيدة سنويا معظمن من الولايات المتحدة وسنغافورة.
فقد تعددت الأراء بين مؤيد ومعارض لهذه القضية المثارة سواء كان من قبل الجانب الطبى أو الجانب الدينى فقد أجمعت الأراء بحوالى 90% على حرمانية إجراء هذه الجراحات فمن تقوم بدور الأم البديل أعتبرت "زانية".
أما عن الأراء المؤيدة من قبل الجانبين الطبى والدينى فقد أيد الدكتور أسامة عزمى أستاذ الصحة الأنجابية بالمركز القومى للبحوث بالقاهرة والدكتور عبد المعطى بيومى عضو مجمع البحوث الإسلامية الأعلى لهيئة الفتوى بالأزهر والعميد الأسبق لكلية أصول الدين بجامعة الأزهرمعتبر تأجير الأرحام جائز شرعا وأن هذا من شأنه أن يحل الكثير من مشاكل الأمهات واللاتى تعانى من العقم مما يحافظ على ترابط الألاف من الأسر التى ترغب فى الأنجاب ولكنه وضع شرط لهذه الإباحة موضحا أن تأجير الأرحام يجوز بالنسبة للزوجين فقط ولكنه غير جائز فى حال التجارة.
فكل من كان مؤيد لهذه الجراحات كان مبرره أنه يساعد الزوجين بعد معاناة مع العقم بدلا من تدمير حياة الكثير من الأسر بسبب الأنجاب كما أن هناك تعاقد يوقعه كلا الطرفين وبالتالى فلايوجد أى أمور غير قانونية وهناك من شبه بين المرضعة والأم البديلة وبالتالى أجازمشروعيتها .

أما عن الأراء المعارضة من قبل الجانب الطبى فقد أكد الدكتورهشام صالح أستشارى أمراض النساء والتوليد والدكتور حمدى السيد نقيب الأطباء عدم إجازة إجراء هذا النوع من الجراحات وتجريم أى طبيب يشارك فى إجرائها.


إما عن رأى الدين المعارض فكان رأى الدكتور محمد سيد طنطاوى شيخ الأزهر والدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية والدكتورة سعاد صالح بعدم إجازة اللجوء لعملية تأجير الأرحام لأن هناك طرف ثالث وذلك بسبب إدخال نطفة رجل فى رحم إمرأة لاتربطه بها علاقة زوجية وعلى هذا يمنع التبرع أو الأتجار بالبويضات لأن المتطوعة بالحمل أجنبية عن الزوجين مما يدخلها فى دائرة الزنا مما يؤدى إلى أختلاط الأنساب.
كما جاء رأى الدين المسيحى معارض تماما لهذه الجراحات حيث أكد الأنبا صليب أن الموضوع غير مقبول دينيا وعقليا مؤكدا أن شعور الأمومة لا تشعر به إلا من تحمل الجنين داخل رحمها حيث أنه سيحمل الكثير من صفاتها وليس صفات صاحبة البويضة مؤكدا رفض الكنيسة تماما لهذا الموضوع وتجريمه لها كفاحشة الزنا.
وكانت أوجه الأعتراض من الجانبين الدينى والطبى كالأتى :
هل سيكتب الطفل بعد ولادته بإسم أمه صاحبة البويضة الملقحة أم بإسم صاحبة الرحم التى حملته حتى ولادته؟
ماذا لو تمسكت صاحبة الرحم بالرضيع بإعتباره أبنها أو أن صاحبة البويضة رفضت أستلام الجنين إذا ولد مشوها ؟!
كما يجب أن تكون المستأجرة فى حالة تبويض فماذا لو تم تلقيح بويضتها من نطفة زوجها أثناء حملها ببويضة المخصبة وهل ستمنع من معاشرة زوجها الأصلى حتى تضع حملها المستأجر؟؟ ماذا لو كانت الأم البديلة أما أو أختا لصاحبة البويضة الملقحة؟
ماذا لو تم أستئجار رحم إمرأة فى أحدى الدول ثم تم أستئجار رحمها مرة أخرى من نفس البلد هل سيصبح الطفلين أخوة؟؟
بالطبع سيصبح الطفلين أخوة أستنادا لرأى الشيخ محمودعاشور عضو مجمع البحوث الإسلامية حيث أن الأخوة فى الرضاعة هم من رضعوا5رضعات مشبعات من نفس الأم فما بالك بمن تغذى طفلين لمدة 9شهور كاملة فى رحم نفس المرأة
ماذا لو كانت المستأجرة أنسة أو أرملة؟؟ فهذا سيخلق بابا للفاحشة ونشر الأنحلال الأخلاقى.
كما أنه يفتح بابا للجدال حول من هى الأم الحقيقة للطفل هل هى صاحبة البويضة أم صاحبة الرحم؟
وماذا لو قامت صاحبة الرحم بتأجير رحمها لأكثر من أسرة ثم حدث بعد ذلك تزاوج بين أبناء هذه الأسر.
هل يجوز للمرأة المؤجرة لرحمها إذا توفى زوجها وأنقضت العدة أن تتزوج ورحمها مشغول بحمل بموجب عقد أستئجار رحمها أم عليها الأنتظار حتى وقت الوضع؟؟
هل من حق هذه المرأة التنقل والسفر بعيدا عن والدى الجنين التى تحمله فى رحمها أم يحق للزوجين أستصدار أمر بمنعها من السفر خوفا من هروبها بالجنين؟؟

كل هذه التساؤلات وأكثر تظهر نتيجة اللجوء لمثل هذه الجراحات فلماذا الدخول فى باب من الشبهات لا ينغلق ؟؟

لماذا لايرضى كل شخص بما قسم الله له؟؟


رابط المقالة على عرب بوست
0 Responses

إرسال تعليق