Sohad Elkhodary

ثلاثون  عاما من القهر والاستبداد والظلم والمحسوبية عاشها الشعب المصري  فى ظل القيادة المستبدة للرئيس مبارك.
ثلاثون عاما من الغيبوبة  التي سيطرت على عقول الكثيرين  خوفا من المطالبة بحقوقهم  سواء كانوا أفراد أم أحزاب أم جماعات شرعية أو غير شرعية كجماعة الأخوان المسلمين  المحظورة وذلك لأن من كان  يتحدث  يتم اعتقاله أو التعرض له  هو وأفراد عائلته بالإيذاء  بكافة أشكاله  سواء كان ذلك بالفعل  أو بالوهم المسيطر على عقول غالبية الشعوب العربية وليست المصرية فقط فالثقافة التي كانت سائدة هي  لا تطلب أو تتحدث ولكن أمنح وأستمع.
كل ذلك كان يحدث  وفى الوقت  ذاته قد منح الرئيس مبارك  لنفسه وللحزب الحاكم  شرعية مفبركة  على حساب المواطنين فقد قام بإصدار تشريعات  وقوانين وهذا بالطبع  بمساندة مجلسي الشعب والشورى والتي كانت انتخاباتهم  ماهي إلا تزوير رسمي بلباس شرعي أفتعلها الحزب الحاكم  بمساندة رجال الأعمال والسلطة .
أيعقل أن يتم تطبيق قانون الطوارئ  ونص الدستور وتزوير فاحش  فى انتخابات لاتخدم الا الحزب الحاكم حتى يمنح لنفسه  الشرعية الوهمية  بإصدار تشريعات تخص  84 مليون  مواطن  كما يقوم البعض من رجال الشرطة بسرقة  وقتل مواطنين أبرياء  دون وجه حق كما يقومون بتلفيق تهم لمن يطالب بحقوقه بإحترام أو عند مجرد إبداء  رأيه.
فمن قام بفتح أبواب السجون  والمعتقلات وقام بالإفراج عن المعتقليين السياسيين  ومن قام بالإتفاق  مع رجال الشرطة والجماعات الارهابية  لاحراق كنيسة القديسين غير اللواء حبيب العادلي.
كيف نهبت كل هذه المليارات  من قبل الوزارة الفاسدة  والحزب الحاكم أمثال أحمد عز وحبيب العادلي  وزهير جرانه  وأحمد المغربي  وغيرهم  الكثيرين  وكل هؤلاء العملاء الذين تعاونوا مع إسرائيل من أجل مصلحتهم فقط دون الالتفات لمصالح المواطنين أو إذا كان ذلك سيأتي بالضرر على الشعوب العربية الأخرى أم لا.
فهل يعقل أن يحدث كل ذلك دون علم سيادة  الرئيس؟؟
فإن كان ذلك حدث بالفعل فهو كارثة فى حد ذاتها  لأن هذا يعنى أن من كان  يحكم مصر  ليس سيادة الرئيس وأنما  رجال  الحزب الوطني والحاشية   الفاسدة والتي تضم بين طياتها   أحمد عز وحبيب العادلي  وجمال مبارك والذى قام بإستخدام سلطاته المخولة إليه  أسوء  استخدام ممكن ونهب مليارات  الدولارات بالإشتراك  مع حلفاء وه مما يعنى ذلك أن شرعية  الرئيس قد سقطت منذ زمن مضى .

فكان   التسأول الذى يطرح نفسه  لماذا  لا يلبى مبارك مطالب المحتجين  على سياسته وجبروته  بعدما  طفح بهم الكيل واكتسبوا الشرعية لأول مرة فى التحدث والمطالبة بحقوقهم دون أي قيد أو شرط  وذلك بعدما توحد الجميع على كلمة واحدة  وهى المطالبة بحقوقنا دون تخريب أو تدمير وذلك لأننا أبناء وطن واحد شعب واحد  لن يفرقنا إلا الموت   فلماذا  لا يرحل  الآن  لأنه بهذا  الشكل لن تسقط شرعيته المزعومة  فلا تسقط الشرعية مرتين لأنها تسقط مرة واحدة.
والأن بعد إتخاذ مبارك قرار تنحيه هل  أتخذ هذا القرار رضاءا لمطالب المتظاهرين  أم هروبا  بعدما إنكشفت جميع فضائح وزارته من أعمال سلب ونهب  للمال العام  وكذلك المصالح المشتركة بين  الكثير منهم مع إسرائيل وأن لم يكن مبارك واحدا منهم بتعامله مع إسرائيل وسلبه ل70مليار  دولار كما تم نشره  وبيعه للقضية الفلسطنية  وتصديره الغاز لإسرائيل فى الوقت ذاته الذى لا يجد  الكثير من أبناء شعبه رغيف العيش ويموتون تضورا من الجوع والبرد فى شوارع  القاهرة وجميع محافظات مصر  وتورط ابنه جمال والذى كان يعده كي يكون ورثيه الشرعي فى المملكة التي هطلت عليهم من السماء وكأنها تركة  أجدادهم  مع أحمد عز وبقية الحاشية الفاسدة بالحزب الوطني .
فمن وجهة نظري إذا قام مبارك بتنحيه الآن سيكون تنفيذا لمطالب أمريكا وإسرائيل تهدئة للوضع فى منطقة الشرق الأوسط لأن ما يفعله الأن هو تنازل بشكل  غير رسمي عن جميع سلطاته الرئاسية  لنائبه أحمد شفيق والجيش  حتى يكون الحكم عسكري كما أنه يخشى على نفسه أن يكون مصيره مصير صدام حسين الرئيس السابق للعراق  وذلك لأن هناك بوادر من كون يوم الجمعة هو رحيل  مبارك سواء كان ذلك بإرادته أم بإرادة الشعب والأيام القادمة ستثبت لنا  أن كنا على صواب أم على خطأ.
0 Responses

إرسال تعليق