Sohad Elkhodary
 لعبة الكبار.. بقلم: سهاد الخضري

انها واحدة من أهم وأخطر المشكلات التى تهدد أمن مصر فى تلك الفترة ألا وهى تجارة المخدرات التى تدمر شبابنا الذين هم بناة المستقبل وتحولهم لمجرمين محترفين لكافة أنواع الأجرام. فهناك دراسة رسمية تم أجرائها فى عام 2008 أثبتت أن هناك 439 ألف ولد يتعاطون المخدرات فى مصر بما يمثل 12% من تلاميذ المدارس فقد ذكر المركز القومى للبحوث الأجتماعية والجنائية فى مصر فى تقرير أصدرة أن حجم المخدرات فى مصرخلال السنوات العشر الماضية بلغ 213مليار جنية مصرىوهو حوالى 39ملياردولار مشيراإلى أن نسبة الأدمان تزداد بين الأغنياء فى المواسم والأعياد . وفى يوم الأحد 1_8_2010أصدرت وكالة الصحافة العربية تقرير أمنى يدين مصر بسبب أرتفاع قضايا المخدرات حيث أنه يوجد 7ملايين مدمن للمخدرات بمصروأن الشعب المصرى ينفق مايقرب من 30مليارج سنويا على تعاطى المخدرات مؤ كدا أن مصر حققت الأكتفاء الذاتى من المخدرات ولم تعد فى حاجة لأستيراده حيث أكد التقرير أحتفاظ مخدر البانجو بموقعه بين المواد المخدرة إلى 45184 قضية أتهم فيها 48280 متهم بزيادة 8% عن العام السابق وقال أن القاهرة من أكثر الأماكن التى يتم فيها ترويج المخدرات بكل أنواعها حيث يتم فيها بيع أكثر من 60%من المخدرات وجاءت سيناء فى المرتبة الأولى من حيث زراعة المخدرات سواء البانجو أو الأفيون وبعدها منطقة الصعيد حيث أحتلت قرية نجع عبد الرسول المر كز الأول فى تجارة المخدرات وهذه الأرقام تؤكدها أيضا التقارير الصادرة عن لجنة المخدرات العالمية فى دورتها الخمسين التى عقدت فى فينا حيث جاءت مصر فى المركز الثانى بعد جنوب أفريقيا كأهم مصادر تصنيع وأتجار الحشيش فى أفريقيا.

حيث لا يمكن الحديث عن المخدرات فى مصر دون الكلام عن حى الباطنية المشهور فى القاهرة والذى خرج منه أكبر تجار المخدرات فى مصر الذين تصل تجارتهم لملايين الجنيهات وذلك لماتتميز به المنطقة من ضيق شوارعها وتعرجها وكثرة النا ضورجيه فيها فهم الذين يموهون الشرطة عند أقتحامهم المنطقة فيقومون بتبليغ التجار الكبار حتى يوقفون عملياتهم المشبوهة لحين أنتهاء رجال الشرطة من تفتيشهم فقد أتخذ هؤلاء التجار من جبل المقطم مكان لتسليم المخدرات فكذلك محافظة الأسكندرية حيث خرج منها رشاد عثمان الملياردير السكندرى الذى بدأ حياته عاملا للشحن والتفريغ وفى 4سنوات تقريبا قدرت ثروتة بما يوازى 300مليون ج تقريبا ولسنا فى حاجة بالطبع إلى تخمين لمعرفة كيف كيف تم تكوين تلك الثروة الهائلة فى هذا الزمن القياسى.
وأيضا منطقة زرزارة بمحافظة بورسعيد التى سبق وتكلمنا عنها فتنتشر بها تجارة المخدرات والأدمان وكافة أنواع الفساد والجريمة التى خلقها الفقروالجهل وعدم التوعية والأهمال من قبل الحكومة وكأن من يقطنون تلك المنطقة ليست على الخريطة وكذلك منطقة الشعراء بدمياط والتى تسمى حاليا ببطانية دمياط والتى تنتشر فيها كافة أشكال الجريمة والفساد من قتل وسرقة والأتجار بالمخدرات وتجارة الرقيق الأبيض فقد سبق وقد أقام العديد من سكانها بالعديد من المظاهرات مطالبين بألقاء القبض على تجار المخدرات وأيضا محافظة القليوبية حيث يتكون المثلث الخطير بها من قرى القشيش وكوم السمن والجعافرة التى تحولت إلى باطنية جديدة أنتشرت فيها تجارة المخدرات والأسلحة خلال السنوات الأخيرة.
أما عن رواد دخول المخدرات إلى مصر فيأتى على رأسهم أسرائيل التى لم تنتهى الحرب معها بعد ولكنها هذه المرة ليست حرب تصفية جسدية ولكنها حرب معنوية تلعبها أسرائيل ضد العرب والمصريين بكل ما أوتى




لهامن قوة عن طريق تدمير شبابنا بالمخدرات والجنس وخلافه فبعض الممولين الأساسين لتلك التجارة هم بعض رجال المؤسسات العسكرية و الأستخبارات الأسرائيلية ورجال الأعمال الأسرائيلين الذين كونوا مافيا تجارة المخدرات على مستوى العالم فى فرنسا وبريطانيا وأمريكا وغيرههما الكثير. فأبطال تلك التجارة الكثير من الشخصيات الهامة التى تخفت وراء تجارات مشروعة كستار لممارسة هذا النشاط المشبوة
فمنهم رجال الأعمال وأصحاب المصالح والسياسيون وأعضاء كبار فى مجلس الشعب والحزب الوطنى
فأبطال تلك التجارة الكثير من الشخصيات الهامة التى تخفت وراء تجارات مشروعة لممارسة هذا النشاط المشبوة مثل تجارة الأخشاب والحلويات وتجارة الملابس المستوردة المهربة من جمارك بورسعيد والمخدرات التى تدخل الميناء بحجة أنها تونة أوسلمون وكذلك الأخشاب والساعات المستوردة وسياسيون وأعضاء بالحزب الوطنى ومجلس الشعب فهناك الكثير من أعضاء مجلس الشعب يسعون للحصول على الحصانة وليس لخدمة المواطنين وذلك حتى تسهل لهم أعمالهم المشبوهة كتجارة المخدرات والسلاح. فهناك رؤوس كبيرة هى التى تدير تلك المافيا ويتخفون وراء أسماء وهمية أو أعمال خيرية وذلك أدى إلى أدراج مصر منذ سنوات فى قائمة الدول المتورطة فى عمليات غسيل الأموال وتقدر مصادر رسمية أن حجم الأموال والممتلكات التى تمت مصادراتها أو فرض الحراسة عليها خلال السنوات الخمس الماضية بنحو 205 ملايين جنية وهى قيمة حسابات 125 عميل معظمهم من كبار تجار المخدرات فى البلاد الذين نجحوا فى أستغلال العديد من الثغرات القانونية المتعلقة بسرية الحسابات فى غسيل أموالهم عن طريق بعض المشروعات كواجهة يخفون ورائها نشاطهم الحقيقى وتقدر مصادر أمنية أن حجم الأموال التى تدور فى السوق المصرية من تجار المخدرات 15مليار جنيه و تورط قيادات مصرية بارزة وهناك الكثير من الصيادلة من ساهموا فى أنتشار الأقراص المخدرة فى مصر بحجة أنها أدوية أكتئاب أوأمراض نفسية وعصبية وذلك لرخص ثمنها مقارنة بباقى الأصناف الأخرى .
حيث يستند تهريب المخدرات فى الوقت الحالى إ لى نظام تهريبى كامل يستند إلى منظمات دولية معروفة تقوم بتهريب تلك السموم وتصديرها فيعتمد على نظام الجريمة الكاملة
فتلك المنظمات المشبوهة تتخذ ورائها جيش جرار من رجال القانون مهمته تطويع القانون لحمايتهم



واللعب بالثغرات القانونية التى يستغلونها أفضل أستغلال ممكن والجرائد الصفراء التى تكذب أى خبر يتم نشرة عن أعمالهم المشبوهة وتظهرهم بمظهر الملائكة.فللأسف هناك الكثير من رجال الشرطة الذين ضللوا العدالة وساعدوا على عدم أكتشاف هؤلاء التجار أو تسهيل عمليات تهريب المخدرات وذلك مقابل الحصول على نسبة أو مشاركتهم فى تجارتهم المشبوهة. ففى تجارة المخدرات تتساوى المرأة مع الرجل فى هذه التجارة فهناك الكثير من السيدات اللاتى أحترفن تجارة المخدرات فماهى الدوافع التى تجعل المرأة تنحرف وتتجه لهذا الطريق ؟
فتتجه المرأة لتجارة المخدرات لأنها نشأت فى أسة مفككة أو بسبب عوامل وراثية حيث أن الأب والأم مدمنين للمخدرات أوتجار فيها أوبسبب عدم وضوح الهدف وترك التعليم أولانها تريد أن تثبت لنفسها أنها قوية وليست ضعيفة ولديها الكثير من الجرأة التى غالبا ماتجدها فى الطبقات المهمشة أوبسبب عوامل قهرية حيث مشاركتها للرجل فى هذه التجارة الذى غالبا مايكون زوجها وأيضا الفقر يعتبر من أهم الأسباب التى تجعل الكثير من السيدات أتجهن لتجارة المخدرات أو شباب من الجامعة يقومون كموزعين للحصول على نسبة وتجد أن أكثر تعاملات هذا النوع مع الطبقات الغنية لأستنزاف أموالهم وأيضا تجنيد الشباب الفقراء ضعاف النفوس الذين يريدون الغنى الفاحش وبسرعة و هناك شخصيات بطبيعتها لديها ميول أجرامى.
سؤال أخر أريد طرحة
لماذا لا يتم القبض على تجار الخمور الذين يدخلون الخمور البلاد ومعاملتهم كما يعامل تجار المخدرات؟
أهذا بسبب أن الذين يمولون تجارة الخمور روؤس كبيرة تدعمها مؤسسات أجنبية حيث يتم تمويلها بمليارات الجنيهات لأنها لاتقوم السياحة بدونها فمن أجل الحصول على العملة الصعبة يتم التجارة فى الخمور هذه التجارة غير المشروعة وتدمير شبابنا بها.
فمن ضمن الطرق التى يتم بهاتهريب المخدرات تهربها عن طريق بناء سردايب تحت الأرض أو أخفائها فى الأخشاب أو تهريبها فى علب الحلويات كالبسبوسة والهريسة وكذلك فى علب معجون الأسنان وكذلك فى أذرار الملابس المستوردة والساعات المهربة وفى الأدوات الكهربائية.
أما عن أسباب تعاطى المخدرات فهناك عوامل أقتصاديةكالفقر والبطالة وأرتفاع مستوى المعيشة ممايدفع الكثير إلى الأدمان للهروب من المشاكل وكذلك تأثير وسائل الأعلام بما تطرحه من أعلانات ودعايا لمنتجات لا يستطيع الشخص الفقير الحصول عليها.رفقاء السوء حيث أثبتت أحدى الدراسات أن أكثر الأسباب التى تدفع للادمان هم رفقاء السوء بنسبة 87%وكذلك عدم وجود الوازع الدينى
ومن ضمن تلك الأسباب أيضا التفكك الأسرى وكثرة الصراعات والنزاعات بين أطراف الأسرة وألقاء كل طرف الحمل على الطرف الأخر لاهتمام كل فرد فيهم بمشغوليات أخرى كالنادى والجميعات الخيرية وأنشغال الاباء بجمع الأموال فقط بغض النظر عن ناتج تلك التربية هل هى صالحة أم فاسدة ومن وجهة نظر كل طرف من الطرفين أنه يؤدى دوره أتجاه أبناءه على أكمل وجه.أما عن العوامل النفسية وراء تعاطى المخدرات الضغوط النفسية تجاه الأحباط فى العمل أو تزايد المسؤليات الأسرة الشعور بالفشل والاحباط ى حالة عدم وجود فرصة عمل حيث يجد الشاب نفسه أنهأقدم على سن الأربعين ولم يستطيع بعد تدبير نفقات الزواج
وأيضا شعور الفرد بعدم الرضاعن حياته أوعدم أستطاعته التعامل مع الأخرين.
وهناك عوامل ترجع للتنشئه الاسرية مثل
عدم توجيه الابناء وشعور الفرد بالغربة وسط أسرته فيلجأ الشاب أو الفتاه إلى أصدقاء السوء الذين يدفعونه لتعاطى المخدرات.
كما أن للأعلام دور قوى فى دفع الشباب ذات النفوس الضعيفة إلى تناول المخدرات بما يتم عرضة من مسلسلات وأفلام تظهر تاجر المخدرات بالشخص القوى صاحب النفوذ والمال وفى أخر الفيلم نجد أن البطل يأخذ حكم مخفف أو أن الحكم لا يتناسب مطلقا بما قدمه من التدمير للكثير من الشباب.
فلكى نقضى على تلك الظاهرة يجب تفعيل دور الاعلام بمدى خطورة تعاطى المخدرات على صحة شبابنا وكذلك تفعيل دور الشرطة وجهازالأمن أكثر من ذلك وعدم مساعدة بعض الضباط للمتهمين وأن لايوجد أى شخص فوق القانون مهما كان مركزه أوسلطته فيتم محاكمة جميع المجرمين على حد سواء ويتم أحباط كافة عمليات التهريب وأعطاء كل أب وأم المزيد من الأهتمام بأبنائهم أكثر من أهتمامهم بجمع الأموال وتوفير فرص عمل للشباب وأن يعلم كلشخص أن الفقر ليس مبرر للأتجار غير المشروع وتدمير الأخرين وتكثيف دورجهاز الأمن فى كل مكان وخاصة على الحدود والمناطق العشوائية أعطاء المزيد من الأهتمام لأبناء تلك المناطق الموبؤة بالمخدرات ومعرفة أن لهؤلاء الأشخاص الحق فى حياة كريمة كباقى الأشخاص القاطنة بالمناطق الأخرى.

لقراءة المقالة على أخبار العرب والدستور العراقية

التسميات: | edit post
0 Responses

إرسال تعليق