Sohad Elkhodary




الشأن الفلسطينى
كتبت:
سهاد الخضرى

مرة أخرى تعود أزمة الشعب الفلسطينى وأزمته التى  لا تنتهى أبدا حيث عاد معبر رفح ليمثل عقبة حقيقية أمام كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وللأسف معبر رفح بعد ثورة 25يناير استمر كما هو معبر رفح قبلها، بوابة الحصار والتضييق وتعطيل المسافرين وغيرها من أشكال الإهانة التى لا ولم تنتهى طالما هناك  أيادى النظام السابق تعبث فى كل شبر بالأراضى المصرية سواء كان ذلك داخلها أو خارجها  أيادى تعبث بأبية وكرامة الشعب الفلسطينى الأبى   الذى يثبت لنا  يوم بعد الآخر أن العروبة والنخوة العربية مهما ضاقت العذاب بكل ألوانه ستبقى شامخة  ترفض الظلم والقهر والاستعباد  والاحتلال الغاشم من قبل قوات العدو الصهيونى.

فالحديث عن معبر رفح فلسطينياً يثير الكثير من الألم ويعتصر القلوب أمام مئات القصص والروايات التي تتجدد يوميا  أمام معاناة معبر رفح لمرضى وطلاب وعائلات فلسطينية تقطعت بهم السبل في غزة التي جاؤوا إليها  حتى يقضوا جزء من صيفهم فيها بعد انقطاع لعدة سنوات لاعتقادهم أن معبر رفح بعد الثورة ليس كما هو قبل الثورة ولكن هيهات أن فوجئوا أن الأزمة كما هى لم تنتهى بعد ولم  تأتى الساعة بعد  التى يستشعروا فيها أنهم  هم أبناء هذه الأرض المقدسة وليس  هؤلاء الصهاينة التى داسوا على الآخضر واليابس دون  حق فقد إنقلبت  الأية وأصبح أصحاب الأرض هم الضيوف  والضيوف الغير مقبلوين من الأساس من قبل ابناء هذه البلد الشامخة هم أصحاب  الأرض.

فما يحدث في معبر رفح أعاد الفلسطيني للدائرة الأولى والمتواصلة من المعاناة بسبب الإجراءات المترتبة على تحديد عدد لا يتجاوز 300 شخص يومياً ويزيد أحياناً مقابل عشرين ألفاً مسجلين للسفر خلال هذه الفترة، إلى جانب الانتظار الطويل وسط زحمة الصيف التي لا تطاق ولعدة أيام، ليتفاجأ أخيرا المسافر بقرار الإعادة من الجانب المصري لتصل نسبة المرتجعين يومياً إلى ثلاثين مسافراً ويزيد أحياناً ضمن سياسة غير واضحة يشوبها الكثير من الاستغراب والتسأولات الغير مبررة والتى لا يجد لها هؤلاء المرتجعين أجابة   شافية تطمئنهم .

ومن أحد المسافرين شاب فلسطيني مقيم في إحدى دول الخليج ومتزوج هناك من إحدى الجنسيات العربية ترك عمله وزوجته وأبناءه وجاء في زيارة لأهله في غزة بعد غياب لعدة سنوات، وبعد معاناة طويلة تمكن من تسجيل اسمه ضمن المسافرين الأسبوع الماضي، لتكون المفاجأة إرجاعه من قبل الجانب المصري على الرغم من انه قدم قبل أيام من القاهرة ويحمل إقامة وكان يعيش بتلك البلد لمدة عشر سنوات متواصلة، إذاً ما هو المبرر المصري لتشتيت هذه الأسرة لتضاف إلى آلاف الأسر الفلسطينية التي شتتها معبر رفح.

فهذا نموذج لشاب فلسطيني يدفع ثمن الإجراءات غير المبررة على معبر رفح من قبل اشقائه المصريين ، وقائمة السرد للقصص المؤلمة لعروس انتظرت طويلاً لإتمام زفافها في قطر ومئات المرضى الذين يعودون أدراجهم يومياً أمام قساوة الإجراءات المتبعة،وأحد الشباب يعاني من مرض خطير مفاجئ لا يعرف مدى دقة تشخيصه لأسباب ترتبط بحاجته لأجهزة متطورة في هذا الجانب ينتظر منذ أيام السفر لكن لم يحالفه الحظ وكل يوم يمر عليه هو بمثابة عام بانتظار تسهيلات معبر رفح.

فالجميع استبشر خيراً بالإعلان المصري حول تسهيلات معبر رفح لكن للأسف لم تدم سوى يوم واحد، ولا يعرف سبب التراجع المصري عن هذا الأمر بصورة أضرت بصورة مصر الثورة والثوار مصر التى أسقطت رأس النظام ولم تسقط أزياله  بعد  في أعين الفلسطينيين بعد أن استبشروا أن معبر رفح بعد الثورة ليس كما هو قبلها، أو على الأقل يجب ألا يكون كذلك.


فقد تمتلك القيادة المصرية من المبررات لإعادة العمل في معبر رفح وفق السياسة القديمة على الرغم من بعض التحسن الذي لا يستطيع أحد أن ينكره، خاصة ما يتعلق بالتسهيلات للفلسطيني عند عبوره معبر رفح، لكن ليس قبل العبور.

فالضغوط التي تعرضت لها مصر بسبب اتخاذها قراراً سريعاً بفتح معبر رفح بعد إعلان المصالحة ضغوط غير مبررة ولا تكفي لتقدمها الحكومة المصرية ولا غيرها، فمصر التي استطاعت أن تقلب الموازين لا يمكن أن تكون مصر الثورة هي ذاتها الحكومة المصرية التي تحاصر غزة وتخنقها بل وتخنق ابنائها بميدان التحرير وغيره من ميادين مصر.

فمصر الثورة اليوم ينتظرها كل فلسطيني بقلب مفتوح ملؤه التقدير والاحترام أن تعلن بوضوح عن تطبيق التسهيلات دون أي تراجع، وتفتح معبر رفح على مدار 24ساعة لعبور الفلسطينيين سواء المرضى أو الطلاب أو غيرهم دون تمييز بين فئة وأخرى.

مصر الثورة المشغولة بالهم الداخلي هي اليوم بحاجة ماسة إلى أن تثبت ذاتها العروبية من خلال بوابة غزة ومن خلال معبر رفح الذي تملك مفاتيحه وحدها، وهي أمام امتحان واختبار حقيقي لمصدقية الثورة المصرية في التعاطي مع كسر الحصار المفروض على قطاع غزة، وهو ما قاله صراحة وزير الخارجية المصري الحالي والأمين العام الحالي لجامعة الدول العربية.

 هذا وقد جاء على  لسان أحدالشباب الفلسطينى  يدعى(أشرف عبد ربه فلسطينى مقيم بغزة ) أنه لا يمكن لأحد أن يضغط على الأشقاء المصريين وخاصة هذه الفترة الحساسة من تاريخها لكن يقع على عاتقها تحسس هموم المواطن الفلسطيني ليكون معبر رفح البوابة نحو علاقات فلسطينية مصرية متوازنة مبدأها وحده الشعبين الفلسطيني والمصري والحفاظ على أمن الجانبين.

 حيث يعلم الأشقاء المصريون أن أي مماطلة أو تسويف في حل مشكلة معبر رفح يمكن أن تؤثر على الوضع الداخلي المصري الذي لا يحتمل مزيداً من التجاذبات، وكذلك الساحة الفلسطينية تترقب بحذر شديد تنفيذ الوعود المصرية بإدخال تلك التسهيلات التي طال الحديث عنها وأن تتحول لتطبيق عملي يتجسد في كسر الحصار، لتنتهي القصص المؤلمة لآلاف الفلسطينيين ليعيشوا كما يجب أن يعيشوا، وأن تكون العلاقات الفلسطينية المصرية أفضل ما يكون.

 جدير بالذكر أن السفير المصري  لدى  السلطة الفلسطينية ياسر عثمان الخميس قد أقر  بوجود صعوبات في معبر رفح حيث أكد أن إنشاء معبر تجاري بين مصر وقطاع غزة لتسهيل عملية الإعمار والتبادل التجاري والاستثمار مرهون بإتمام المصالحة واستقرار الوضع السياسي داخل القطاع.

جاء ذلك خلال ورشة عمل نظمتها مؤسسة بال ثينك للدراسات الاستراتيجية بغزة  الخميس الموافق 21/7/2011تحت عنوان 'التطورات في مصر وانعكاساتها على الوضع الفلسطيني 'إن حكومته تعمل على رفع الحصار الجائر عن غزة، بتسهيل عمل معبر رفح الحدودي'.

كما أوضح خلال حديثه عبر نظام الفيديو كونفرنس من مكتبه برام الله بالضفة الغربية المحتلة أن 'الوضع الأمني المصري غير المستقر وحل جهاز أمن الدولة الذي كان يدير المعبر، أدى إلى عرقلة سير عمله'.

هذا وقد أضاف أن 'مصر تعيش ظروفًا عصيبةً عقب ثورة 25 يناير، خاصة على حدودها الإقليمية، وأنه كان من المفترض اغلاق كافة المعابر حتى تستقر أمنيًا إلا أنها غلبت مصلحة أشقائها وصممت فتح المعابر وخاصة معبر رفح'.

واعترف بوجود مشاكل وعقبات على المعبر وأن الحكومة المصرية برئاسة د.عصام شرف تلقت عدة اتصالات من الرئيس محمود عباس، وإسماعيل هنية بهذا الشأن، واعدًا ببذل مزيد من الجهد من أجل تسهيل حركة المسافرين خاصة المرحلة المقبلة التي تشهد شهر رمضان وعيد الفطر.

وشدد عثمان على وجود ضغوط دولية كبيرة على مصر عقب إعلانها فتح معبر رفح، مبينًا أن مشكلات المعبر لا ترتبط بتلك الضغوط، وأن مصر ترفض أي تدخل خارجي في إطار سياستها الخارجية.

وحث المواطنين في القطاع والذين لم يتمكنوا من السفر على الاتصال بالسفارة المصرية، التي تعمل جاهدة من أجل تخفيف معاناتهم وإزالة بعض الأسماء من قوائم الممنوعين من السفر.وحول المصالحة، أوضح أنه بالرغم من توقيعها إلا أن الفلسطينيين بحاجة إلى بذل مزيد من الجهد والمناقشة لإتمامها، مؤكدًا على أن مصر تعمل على تذليل كافة العقبات التي تواجهها.

وقال عثمان 'نحن ضد مبدأ الضغط على الفلسطينيين من أجل إتمام المصالحة يجب أن يتم الأمر بإرادة من الطرفين 'حماس وفتح' بإعادة الثقة المتبادلة، وإيجاد حلول لكافة المشكلات العالقة'.


0 Responses

إرسال تعليق